تذكُر حينما قلتُ لك إنني أشعر بأنك فاقدٌ للذاكرة، وأنني أحاول أن أذكّرك بماضٍ كان بيننا؟
كان لديَّ شعورٌ قويٌّ جدًّا يدفعني دائمًا لأن أتحدث عن هذا الماضي… شعورٌ جعلني أُدرك أن واجبي هو أن أعيد إليك ذاكرتك المفقودة.
كنتُ أريد أن أذكّرك بأننا لم نكن مجرد عابرين في حياة بعضنا، بل كنا أحبابًا بحق… كنا نعيش تفاصيل صغيرة صنعت عالمًا كاملًا بيننا، عالمًا ما زال عالقًا في قلبي حتى بعد أن تركتني ورحلت بلا سببٍ.
هل تعرف ما أصعب ما في الأمر؟ أنني ما زلتُ أتساءل: هل كنتَ حقًا تُحبّني، أم أنني أحببت عنك وعنّي؟
كان لديَّ رغبةٌ في عتابك… عتابٌ قاسٍ، ربما قسوته تجعلني أستطيع مسامحتك.
وكان لديَّ رغبةٌ في معاقبتك بشدة على جرحي الذي فعلتَه، وعلى بُعدك الذي عمّقه أكثر.
لا أعلم ما سبب تلك المشاعر المؤلمة…
ولكنني اليوم تأكدتُ أن ما كنت أحاول أن أذكّرك به، أو أتحدث معك عنه، لم يكن ماضينا كما ظننت، بل كان مستقبلنا معًا.
روحي لم تكن تنظر إلى الوراء كما كنتُ أظن، بل كانت ترى إلى الأمام… ترى الحياة التي كُتبت لنا، تمرّ أمامي كأنها ماضٍ بعيد.
واليوم، ها هي الحقيقة تُعلن نفسها: تركتني بلا سبب … وما زلتُ أشعر بالرغبة في عتابك، والرغبة في عقابك … والرغبة الأعمق في عناقك.