بالعربي الفصيح.. مش مجرد حب!

ذات
المؤلف ذات
تاريخ النشر
آخر تحديث
يعني إيه علاقات روحية زي "توأم الشعلة"، "توأم الروح"، و"العلاقات الكارمية"، دي ببساطة علاقات مش زي أي علاقة عادية، هي علاقات حب قوية جدًا، فوق الوصف. بس متعبة ومؤلمة جدًا، ومش مجرد ألم عاطفي، لأ، هي درس كبير من ربنا بيعلمك فيه الأدب بجد. بيعلمك حاجات زي إنك متتعلقش بحد أو بحاجة، وتركز إنك تبقى أقرب لربنا وأقرب لنفسك. بيعلمك إن وجودك في الدنيا مش صدفة، وإنك جيت عشان رسالة معينة ولازم تأديها.

بيكون فيها تواصل روحي قوي جدًا جدًا كأن في محادثات رايحة جاية بينكم بدون كلام حقيقي. بتقروا أفكار بعض عن بُعد. بتفهموا بعض من غير ما تتكلموا. بتسمعوا صوت بعض حتى وإنتوا مش حوالين بعض، لو كل واحد فيكم في دولة بعيدة عن التاني. بتشوفوا فيچنز يعني ممكن تشوف الطرف التاني في مشهد وانت مغمض عينك بس، مش نايم.

الناس اللي بتمر بالعلاقات دي مش ناس عادية، دول اسمهم "عمال النور". دول ملايكة ربنا على الأرض. عمال النور دول مش أي حد، دول أرواحهم عندها طاقة معينة بتساعدهم ينوروا الدنيا حوالين الناس اللي حواليهم، حرفيًا، زي ما النور بينور الضلمة . بس عشان يوصلوا للمرحلة دي، حياتهم بتبقى صعبة جدًا. طفولتهم دايمًا فيها ألم كبير، زي اليُتم، سواء كان اليتم الحقيقي (فقدان احد الأبوين) أو حتى في وجودهم بس مفيش وجود فعلي للأمان أو الحب.

عمال النور دول عايشين حياتهم يرضوا الناس على حساب نفسهم. بيدوا كل حاجة عندهم: وقتهم، طاقتهم، مشاعرهم، وحتى فلوسهم. وفي الآخر الناس دي بتتخلى عنهم بمنتهى السهولة. وكل ده بيحصل عشان يفضلوا ماشيين في دايرة معينة، لحد ما يحصل التحول الكبير في حياتهم.

ربنا بيبعتلهم علاقة حب مش طبيعية. علاقة بتخليهم يشوفوا نفسهم لأول مرة، ويبدأوا يراجعوا كل حاجة في حياتهم. العلاقة دي بتكون زي مرآة بتكشف لهم عن كل نقاط ضعفهم ومخاوفهم اللي كانوا بيهربوا منها. وده بيحصل عن طريق الألم: ممكن يكون الطرف التاني بيتخلى عنهم فجأة، أو العلاقة بتوصل لطريق مسدود، وهنا بتبدأ "الصحوة الروحية".

الصحوة الروحية دي مرحلة مش سهلة. الناس اللي بتمر بيها بتحس بأعراض شبه أعراض انسحاب المخدرات: ألم في القلب، عزلة، اكتئاب، خوف، فقدان للشغف، وكل ده عشان يبدأوا رحلة جديدة مع نفسهم. الرحلة دي بتعلمهم إنهم لازم يتخلوا عن كل حاجة كانوا متعلقين بيها، حتى الناس اللي كانوا بيعتبروهم أمانهم.

في النهاية، الشخص ده بيوصل لمرحلة إنه يشوف دوره الحقيقي في الحياة، ويفهم إنه جاي عشان ينور لغيره، لكن من غير ما يضحي بنفسه أو يقصر في حقها. ودي أهم نقطة: إنه يبدأ يوازن بين إنه ينور لغيره وبين إنه يحافظ على نفسه.

ومش مهم المسميات اذا كانت بوذية، هندوسية ولا حتي بتنجانية المهم تفهم المغزى اللي وراها.

وبالنسبة لقصة الحب اللي بتعلم الدرس الكبير ده، دي حاجة بتفضل محفورة جوه الروح. الشخص ده ممكن يكون ما يعرفش قيمته في حياتك، بس هو كان السبب إنك تفوق لنفسك، وتعرف إن ربنا بيحبك، وإنه عايزك تكون أقرب ليه. فلو حد منكم حاسس إنه مر بعلاقة زي دي، اعرفوا إنكم مش لوحدكم، وإن كل ده ليه سبب ودور أكبر.

تعليقات

عدد التعليقات : 0