متي سنعيش الحياة؟!

ذات
المؤلف ذات
تاريخ النشر
آخر تحديث

متى سنعيش الحياة؟!

تمر بنا الأيام وكأننا عالقون في سلسلة لا نهائية من التحديات، وكأن الحياة نفسها قررت أن تختبر صبرنا وقوتنا كل يوم. نقف في المنتصف، نحمل على أكتافنا أحلامًا لم تُحقق، وآمالًا تُثقل كواهلنا، ونسأل أنفسنا: متى ستنتهي هذه الاختبارات؟ متى سنعيش كما نتمنى؟ الحقيقة الصادمة هي أن الحياة نفسها اختبار طويل. من لحظة ولادتنا وحتى نهايتنا، نحن في سباق مستمر. قد تكون اختباراتنا ظاهرة بوضوح، كاختبار العمل، الدراسة، أو العلاقات، وقد تكون أحيانًا داخلية، كتحدي التصالح مع أنفسنا.

لكن هل يكفي أن نعيش لنُختبَر فقط؟ ألا تستحق أرواحنا لحظات من السلام والفرح الحقيقي؟ العيش الحقيقي ليس مرتبطًا بنهاية الاختبارات، بل بقرار نتخذه وسط هذا الزحام. أن نتوقف ولو للحظة لنشعر بنبض الحياة. أن ندرك أن هذه اللحظة الحاضرة هي كل ما نملك. لا يمكننا الهروب من الاختبارات، ولكن يمكننا أن نتعامل معها بوعي. أن ننظر إليها كفرصة للتعلم والنمو بدلًا من أن نراها عبئًا.

قد تكون السعادة مختبئة في لحظة شروق شمس، أو كوب شاي دافئ مع صديق، أو حتى في ابتسامة نمنحها لمن حولنا. لا بأس أن نتوقف قليلًا، أن نلتقط أنفاسنا. الراحة ليست ضعفًا، بل هي وقود نستعين به لإكمال الطريق.

إذا شعرت يومًا أن الاختبارات لا تنتهي، ذكر نفسك أنك لست وحدك. كل من حولك يحمل عبء اختباراته الخاصة، ولكن الفرق هو كيف يختار كل شخص أن يعيش. الحياة ليست عادلة دائمًا، نعم. لكنها أيضًا مليئة باللحظات التي تستحق أن نعيش من أجلها. لا تجعلها تمر دون أن تستمتع بها. ربما لم تأتِ اللحظة التي تقول فيها "لقد انتهيت من كل شيء"، لكنها ليست شرطًا للسعادة. اختر أن تعيش اليوم، رغم كل شيء. لأنك تستحق الحياة بعمقها، وليس فقط بنجاحاتها أو بإجتياز اختباراتها.

تعليقات

عدد التعليقات : 0