الكتابة ليست مجرد حروف تنساق على ورق، بل هي رحلة عميقة تبدأ من الروح وتنتهي بتأثيرها في الآخرين. هي سبيلي نحو التعبير عن مشاعري، أفكاري، وجميع تفاعلاتي مع العالم. الكتابة هي مرآة تعكس ما بداخلي، وقد تكون شديدة الخصوصية لدرجة أن كلماتها تكون لي وحدي، وفي أحيان أخرى، قد تمس أرواح آخرين. لكن في النهاية، تظل الكتابة شيئًا لا يمكن التحكم في تأثيره على الآخرين، فهي رسالة تتخذ أشكالًا متعددة حسب المتلقي.
"أنا أكتب وفق ما يناسب روحي، أنت تقرأ أو لا تقرأ فهذا يعود إليك. ربما اليوم أكتب ما يمس جزءًا من روحك أو حياتك. أما غداً فكتابتي قد لا تناسبك بينما تناسب شخص آخر."
عندما أكتب، لا أكتب فقط لأعبر عن نفسي، بل أكتب لأكتشف جزءًا مني. قد أجد شيئًا ضاع في طيات حياتي اليومية وأعيد اكتشافه بين السطور. الكتابة تصبح وسيلة لفهم مشاعري، لكن أحيانًا قد تكون أيضًا طريقة للبحث عن إجابات لأسئلة لم أجد لها جوابًا. في بعض الأحيان، أكتب لتحرير نفسي من قيود الفكر، وأحيانًا أخرى لتوثيق لحظات أريد ألا تُنسى.
لكن الكتابة ليست عملية فردية تمامًا، فهي تلتقي مع القارئ في لحظة ما. ربما أكتب اليوم شيئًا يبدو لي عميقًا جدًا، ولكنه قد يمر على شخص آخر دون أن يُحدث فيه أي صدى. في اليوم التالي، أكتب كلمات بسيطة قد تجد مكانًا في قلب شخص آخر. هذا هو جمال الكتابة، أنها تنبض بالذات ولكنها تؤثر في الآخرين بطرق غير متوقعة.
الكتابة قد تكون جسرًا للتواصل بين الأرواح. قد أكتب عن تجربة مررت بها، وأجد أن ما كتبته يلامس شخصًا آخر يعيش تجربة مشابهة أو يمر بمشاعر متقاربة. تلك اللحظات هي التي تجعلني أؤمن أن الكلمات تظل حية وتلامس الأرواح في المكان والزمان المناسبين.
"الكتابة ليست وسيلة لفرض أفكاري على الآخرين، بل هي ببساطة وسيلة للتعبير عن الذات."
ورغم ذلك، هناك أوقات أكتب فيها عن مواضيع قد تبدو بعيدة عن اهتمامات البعض. ولكنني أكتب لأن الكتابة وسيلة للتعبير عن نفسي، ولأنني أؤمن أن الكلمات التي قد لا تجد صدى اليوم، قد تجد مكانًا في قلب شخص آخر في وقت لاحق. قد تكون كلمات اليوم جزءًا من رحلة حياة شخص آخر، وما يهمني هو الصدق في التعبير.
الكتابة هي مساحة حرة، لا تتطلب إذنًا لكي تكون. هي تعبير عن الذات بصدق، لا تلتزم بمعايير أو توقّعات. هي فكر ومشاعر تتجسد على الورق، بمزيج من الحرية والصدق.
"أكتب ليس من أجل الآخر فقط، بل أيضًا من أجل نفسي، لأنها طريق الفهم وأحيانًا طريق الشفاء."
في النهاية، الكتابة هي سيرة ذاتية حرة، تمثل جزءًا من كل إنسان. سأستمر في الكتابة لأنها جزء من حياتي، وأعلم أن تأثيرها قد يتفاوت بين شخص وآخر. لكن الأهم بالنسبة لي هو أن تبقى الكتابة وسيلة للتعبير عن كل ما في داخلي، دون أن ألتزم بمعايير الآخرين أو توقّعاتهم.