في حي شعبي مليء بالحركة والضحك وزعيق الأطفال، عاشت "أميرة". كانت حياتها مثل أي أم مصرية: مطبخ، غسيل، وجري وراء الأطفال طوال اليوم. عندها نصبة صغيرة للشاي في الزاوية، بتبيع الشاي والمشروبات الساخنة للجيران. لكن أكثر شيء كان يضايقها هو كومة قزايز الأدوية الفارغة المتراكمة فوق رف المطبخ. كل شوية تقول لنفسها: "يعني إحنا بندفع دم قلبنا ع الأدوية دي، ولما تخلص، نرمي القزايز كده؟ لازم نستثمر في الكنز ده!" --- الفكرة العبقرية وفي يوم، كانت أميرة قاعدة بتشرب شاي، وبتفكر في مشاكلها المادية. فجأة، ابنها الصغير "يوسف" دخل جري ، ماسك قزازة فاضية، وبيحاول ينفخ فيها زي ما بيعمل مع الزجاجة البلاستيك. لكن بدل ما تطلع صوت صفارة، طلعت صوت "بؤ بؤ". أميرة وقفت مكانها مصدومة وقالت: "يا نهار أبيض! دي القزازة بتغني!" --- قزازة لكل صوت قررت أميرة إنها تستغل الصوت العجيب ده وتعمل مشروع "قزايز الأمل الصوتية". بدأت تجمع القزايز الفاضية، وتكتب عليها: "قزازة الكسلان: صوتك بيوصل من غير ما تتحرك!" "قزازة الإزعاج: خلِّي جيرانك يعملولك ألف حساب !" "قزازة إعلان: قول اللي في بالك بصوت القزازة!" افتتاح المشروع عينت أميرة نفسها مديرة المشروع، وجابت أولادها الثلاثة عمال في "ورشة الصوت". كل واحد كان له مهمة: يوسف مسؤول النفخ في القزايز للتأكد من الصوت. زياد مسؤول التصميم والزينة، يحط روج على القزايز عشان تبقى ملفتة. والبنت الصغيرة "منة" مسؤولة التسويق، تقف في الشارع تصرخ: "قزازة الأمل بجنيه، ووصّل صوتك للبعيد والقريب!" الجيران اتجننوا أول ما عرفوا الفكرة. في يومين، بقى الحي كله مليان أصوات غريبة: عم حمدي قاعد ينفخ في قزازة بيقول: "العشاء جاهز يا رجالة!" الحاجة صفية بتقول لجارتها من البلكونة: "قزازة إيه اللي بتعمل صوت زي البجعة دي؟" حتى الأطفال اشتروا القزايز عشان يعملوا مسابقات أصوات مين الأعلى. وبمرور الوقت تطور المشروع التافه ، بدأت أميرة تطوّر المشروع أكتر. أضافت عروض ترويجية: "اشتري 3 قزايز، وخد الرابعة ببلاش!" "قزازة بتطفي النور، هدية مع كل صوت مزعج!" حتى عم عبده بتاع الفول جرب القزازة عشان ينادي على الزباين بدل ما يزعق بصوته: "فووولك ع النار... مع صوت القزازة!" وفي يوم، جه موظف من الحي يشوف إيه الدوشة دي كلها، وقال لأميرة: "إنتي كده بتخترعي إزعاج جديد في الحي!" ردت عليه أميرة بكل برود: "حضرتك ده مشروع فني، القزازة بتغني. حط جنيه وجرب بنفسك، ده كله جنيه ، ما يضرش!" ضحك الموظف وقال: "أول مرة أشوف مشروع يخلّي الناس تدفع عشان تصدع نفسها!" ومن يومها، بقيت القزازة مش مجرد قزازه عادية ، لكنها وسيلة للتعبير عن كل حاجة، سواء غنوة ولا صرخة ولا حتى "بؤ بؤ" عجيب. مع نجاح مشروع "قزايز الأمل الصوتية"، بدأ الحي كله يتحول لسيمفونية من الأصوات الغريبة. كل يوم كان الجيران يخترعوا حاجة جديدة بالقزايز: _ أطفال الشارع عملوا أوركسترا عزف بالقزايز، وكل واحد عنده صوت مختلف. _ عم صابر، اللي بيبيع الخضار، اخترع أغنية "بطاطا بؤ بؤ" وبيغنيها كل يوم للزباين. _ حتى الحاجة زينب قررت تبعت لجوزها اللي في القهوة رسالة صوتية بالقزازة: "ارجع البيت، العيال ناموا!" _ نداء للاستاذ عبد السلام يرجع الكارنية!. وفي يوم، قرر الحي كله يعمل "مهرجان القزايز"، وكل واحد يشارك بالصوت اللي اخترعه. الشوارع اتملت ناس بتنادي بأصوات عالية لدرجة إن المرور وقف، وعربية الإسعاف اللي كانت معدية فجأة طلعت صوت قزازة بدل الصفارة. --- وسط كل الفوضى دي، جه وفد من الحي مع المأمور، وقال لأميرة بجدية: "يا ست أميرة، أنتِ عملتِ ثورة في استخدام القزايز، بس إحنا هنضطر نقفل المشروع!" أميرة ردت بثقة: "تقفلوه ليه؟ إحنا بنشجع الإبداع، والقزازة دي بقت تريند عالمي!" وقبل ما المأمور يرد، جات عربية سياح أجانب بيصوروا الحي وبيشتروا قزايز عشان ياخدوها كتذكار. المأمور ضحك وقال: "ماشي يا أميرة، بس خلي المهرجان مرة واحدة في السنة، الحي مش ناقص !" ومن يومها، بقت القزازة مش مجرد قزازه عادية ، لكنها وسيلة للتعبير عن كل حاجة، سواء غنوة ولا صرخة ولا حتى "بؤ بؤ" عجيب. مع انتشار "قزايز الأمل"، بدأ الموضوع يخرج عن السيطرة تمامًا. كل يوم الجيران يخترعوا استخدام جديد للقزازة: _ الحاجة زينب استعملتها كصافرة استدعاء للحمام بتاعها، ولما الحمام ما رجعش، قالت: "القزازة دي بايظة !" _ عم حمدي، اللي دايمًا عنده مشاكل مع جاره، قعد ينفخ في القزازة عشان يزعجه طول الليل. حتى الأطفال قرروا يستخدموا القزايز كبنادق صوت في لعبة "شرطة وحرامية"، وتحولت الحارة لساحة معركة. --- وفي يوم، قرر واحد من عيال الحارة، الشقي الكبير "كريم"، يعمل تجربة علمية بالقزازة: "يا جماعة، لو حطينا بيبسي في القزازة ونفخنا، إيه اللي هيحصل؟" وفي لحظة، القزازة انفجرت، وبدل ما تعمل صوت "بؤ بؤ"، عملت صوت "بووووووم" سمعه كل الحي! الجيران خرجوا يجروا من بيوتهم: "إيه القنبلة دي؟!" وأميرة، وهي ماسكة رأسها، قالت: "يا نهار إسود، كريم دمر المشروع!" لكن بدل ما يتوقف المشروع، الأطفال قرروا يخترعوا حاجة جديدة: "قزايز الألعاب الصوتية". بقى كل واحد يشتري القزازة ويحط فيها عصير، بيبسي، أو حتى ميه سخنة، وينفخ عشان يشوف الصوت اللي يطلع. والحي كله اتحول لمهرجان أصوات عجيبة، لدرجة إن موظف الحي، اللي جاي يحقق في الضوضاء، وقف في النص وقال: "أنا مش فاهم دي إذاعة ولا حفلة تنكرية!" وقبل ما تجاوبه أميرة لقت عربية الشرطة وقامت لمت العيال والكبار،. وفضلوا يدوروا علي الست أميرة صاحبة المشروع ، سمعت أميرة إسمها قامت خدت ديلها ف أسنانها وقالت يا فكيك. وفي يوم جديد في الصبحية كانت أميرة بتتقلب وهي تحت البطانية،. فتحت عينيها، لقت الدنيا هادية حواليها،. مفيش إذاعة ومفيش قزايز رايحة وجاية. "إيه الهدوء ده ، معقوله الحارة كلها نامت وسكتّوا الأصوات العالية ، نهار مش فايت ألا تكون الحكومة لمتهم ع السجون وجرجرت العيال ع الإصلاحية ، وأنا مالي المهم اني نفدت منها ! ، اما ألحق اشرب قهوتي واقعد افكر ف مشروعي الجديد" دخلت المطبخ لقته رايق ومترتب وكل حاجة في مكانها. حتى قزايز الأدوية الفاضية. " إيه ده ، المطبخ زي ما هو والقزايز ف مكانها، اومال ايه اللي انا........ انا كنت بحلم! ، اللهم اجعله خير ، الحمد لله اننا لسه بخير،. وادي القزايز اللي كانت هتحبسنا. رمت كل القزايز الفاضية ف الزبالة ، ونفضت ايدها رن تيلفونها وكان ابنها هو إللي بيكلمها بيقولها انزلي اقفي في نصبة الشاي عشان يروح يلعب مع أصحابه كورة، ردت بعصبية :
طيب طيب جاية
قفلت المكالمة وسرحت ف القزايز إللي رمتها وقالت لنفسها :
كان حلم جميل،. يلا تروح قزازة يجي بدالها عشرة!
وفجأة سمعت صوت "بؤ بؤ" انتبهت وثبتت مكانها من الخضة، لقت ابنها الصغير داخل عليها المطبخ وماسك في إيده قزازة بينفخ فيها "بؤ بؤ".
ضحكت وقالت : تقريبا مفيش فايدة!