في كل علاقة تُبنى بالروح قبل الكلمات، هناك مَن يترك في القلب أثرًا لا يُمحى، ويصير وجوده نعمة وغيابه فراغًا لا يُسد.
وأنا… أعرف نفسي جيدًا، وأدرك أن الله قدّر لي أن أكون سندًا لمن يحيطني، ودفئًا لمن اقترب من عالمي. إن قدّر الله لك أن أكون في حياتك، وجدتَ في نفسك نورًا لم تره من قبل، واكتشفتَ ما كنت تظنه باهتًا، وأحببت ذاتك التي ربما كرهتها يومًا.
وان أغضبتني، تعبتَ، وشعرتَ بفراغ داخلك، وكأن دفء البيت انطفأ فجأة. ستتألم وتمضي في طريقك متخبّطًا، وستظل تبحث عن سكينتك حتى تعود. فإذا سامحتُك، عادت الحياة لتزهر بين يديك، وعاد الفرح ليجلس على أعتاب قلبك.
هكذا هو قلبي… إذا أحبك، صرتَ جميلاً في عين نفسك وفي أعين الناس جميعًا. أحرص عليه، فهو عطية من الله، وتعويض عن كل معاناتك وآلامك التي عشتها قبلي. وإن أحبّني الله فيك، فاحمده، لأنك فزت بروح ثمينة لا تتغيّر. وأنا حقًا أحبك، ولن أتغيّر إلا إن دفعتني أفعالك القاسية لذلك.
فلا تترك مسافة بيننا تكبر… ولا تختبر حدودي، لأن غيابي وجع، ووجعي موجة لا يقدر قلبك على الغرق فيها.