عارفين لما حد بيحب حد من قلبه ويفضل يلمحله ويحاول يلفت نظره ويكتب فيه قصص وأشعار، ويدخل في حالات متعددة من الاكتئاب بكل أنواعه، ويدخل في نوبات أكثر من البكاء وشعور بأنه قليل، وشعور بأنه لا يستحق، وشعور إنه "ياريت الدنيا تخلص بقى"، وشعور "أنا قاعد هنا بعمل إيه؟!"، والطرف التاني عايش الحياة وبيمارس كل تفاصيلها وعـــادي، وعمال يدي إشارات مختلطة، يقرب أوي وفجأة يبعد، يظهر لما يحب ويختفي لما يحب...
اللي بيحب بالطريقة دي بيتكسر، مش بس قلبه... لأ، ده بتتكسر نظرته لنفسه، للحب، وللحياة كلها.
ياترى النتيجة بتكون إيه على الطرف المحب؟
هل بيفضل يحب ويعافر بنفس الدرجة؟ ولا الحب بينقص تدريجي؟ ولا بيبطل يحب خالص ويضطر يواكب الحياة؟ يواكب أدمغة البشر اللي حواليه؟ لأنه في لحظة ما بيكتشف إن تفكيره غلط، وإنه كان غلط لما حب بجد، كان غلط لما فصل نفسه عن الواقع وعن العالم، كان غلط لما قرر يعيش لشخص واحد، في حين إن الشخص الواحد ده عايش حياته ومبسوط مع ناس تانية!
النتيجة؟
هي مزيج من مجموعة حاجات:
في البداية بيحاول يصمد، بيكمل ويعافر، يقول يمكن يتغير، يمكن يفهم، يمكن ييجي يوم ويشوف قد إيه الحب ده حقيقي ونضيف.
بس للأسف، كل يوم بيعدي، بيخدشه أكتر.
بعد كده بيبدأ ينهار بالتدريج، الحب بيبدأ يقل، مش لأن القلب بطل يحب، لكن لأن القلب بيموت بالبطيء من فرط الوجع، وبيبدأ يشوف نفسه قليل فعلًا، ويقارن نفسه بكل اللي حوالين الشخص التاني، ويدور على إيه اللي ناقصه.
بس الحقيقة؟ هو ماكانش ناقص حاجة، هو بس حط روحه في مكان غلط.
وبييجي يوم وبيصحى... اللحظة اللي بيحس فيها إنه خلاص... انتهى.
مش لأنه ما بقاش يحب، لكن لأنه اكتشف إن الحب اللي كان فيه ماكنش حب بين اتنين، كان حب من طرف واحد بيغرق، والطرف التاني واقف على الشط بيتفرج.
بيقرر ينقذ نفسه، حتى لو متأخر، ودي لحظة الوعي اللي بتغير حياته. بس ساعات بييجي بعد ما النفس اتكسرت جدًا.
هل بيتعافى؟ آه، بيتعافى، بس بيتغير.
بيخاف يحب تاني، أو بيحب بحذر.
ما بقاش يدي من قلبه قوي، لأنه خلاص اتعلم إن مش الكل يستاهل.
وبيبطل يشوف الحب كحاجة وردية، بقت حاجة مشروطة بالوعي والكرامة والتقدير المتبادل.
كان غلط؟ يمكن... لكن كمان كان "حقيقي"، وده في زمن زي ده مش سهل.
بس أهم حاجة: مافيش حب يستاهل إنك تنسى نفسك عشانه.
لو الطرف التاني مش شايفك، مش بيقدّرك، مش بيحافظ عليك... يبقى انت محتاج تعيد نظرتك في معنى الحب عشان تحافظ على نفسك أكتر.