انا اللي مألفاك !

ذات
المؤلف ذات
تاريخ النشر
آخر تحديث

أنا الوحيدة اللي بشوف الناس بتتحرك قدامي بشكل سينمائي.
في كل تفصيلة، في كل حركة… بلقطة، بكادر، بإضاءة.
عينيا مش بس بتشوف، دي بتمنتج اللحظة.
ليا عين تانية… مش زي عيون الناس.

لما الدنيا تتحرك حواليّ، أنا مش بشوف لحظة…
أنا بشوف مشهد كامل.
إضاءة خافتة، موسيقى هادية، وكادر ثابت بيتبدل بين زووم وإنسيرت.
الناس بتشوف الحدث، وأنا بتفرج على الفيلم كله.

ممكن وقفة راجل على ناصية،
أو ضحكة بنت وسط الزحمة،
تخليني أسهر الليل أكتب قصة طويلة.
ممكن نظرة عابرة،
تولد جوايا صوت الراوي وهو بيقول:
"في مكانٍ ما، وفي لحظةٍ نادرة، وُلد شيء لا يُنسى."

أنا مش بتفرج على الحياة…
أنا بصوّرها.
كل تفصيلة بتعدي قدامي بتتسجل،
بتترتب، وبتتحول لفن.
مش بستنى الحكاية تكمل…
أنا بصنعها من الفراغ، من السكون، من رمشة عين متأخرة.

أنا اللي لما تحكيلي موقف،
أشوفه من لقطة علوية،
أحس بيه بموسيقى تصويرية.
أنا مش بس بشوف…
أنا بترجم.
بترجم الإحساس بلغة الصورة،
بلغة الكلمة،
بلغة الكاميرا اللي جوايا.

وإحساسي بيك كان حاجة تانية…
لما حلمت بيك قبل ما تظهر في حياتي
لما شفت ملامحك بتتكوّن بين السطور اللي بكتبها،
وأنا مش فاهمة ليه قلبي بيتحرك فجأة.

كنت بشوفك في مشاهد متقطعة،
مرة في بطل تايه وسط الزحمة،
ومرة في شخص بيخبّي حزنه تحت ضحكة خفيفة.
وكل مرة… كنت إنت.

مش بحللك…
ولا بحاول أفهمك…
أنا بكتبك.

كل سكوت ليك ليه صوت في خيالي،
وكل نظرة بتتحول عندي لسطر بيتنقش جوا قلبي.

يمكن تكون مش واخد بالك…
بس كل مرة بشوفك،
في مشهد بيتصور، وفي إحساس جديد بيتولد.

وأنا؟
أنا مش بتفرج على حياتك…
أنا بعيشها لقطة بلقطة،
وبألفك جوايا
من أول حرف…
لآخر نظرة.

أنا مش قرياك…
أنا اللي مألفاك.

تعليقات

عدد التعليقات : 0