فلما عاد عُدنا

ذات
المؤلف ذات
تاريخ النشر
آخر تحديث

عاد فلما عاد عدنا،
وكأن أرواحنا كانت معلقة بين الغياب والرجاء، لا تستقر إلا حين تطأ قدماه أرض الرجوع.
كان الزمان قبله غريبًا، والمكان موحشًا، وكل شيء باهتًا، حتى نبضات القلب لم تكن تُتمّ لحنها إلا بوجوده.

عدنا لأن في صوته طمأنينة، وفي عينيه وطن، وفي ضحكته حياة كاملة.
عدنا لأن الحب لا يُكتب إلا حين يعود من نحبه، ولا يُحكى إلا حين تكتمل الحكاية بعودته.

ولأن الغياب لم يكن إلا غياب جسد، أما الروح فلم تغادرنا يومًا،
كانت حاضرة بيننا، تهمس في التفاصيل، وتربت على قلوبنا بالصبر.
كان كل ما فينا يذبل كلما تأخر، ويُزهر كلما اقترب.
هو وحده من إذا حضر عادت لنا أسماؤنا، وعاد صدى ضحكاتنا،
هو وحده من تُفتح له أبواب القلب بلا استئذان، ويُعاد ترتيب الفصول لأجله من جديد.

عاد فلما عاد عدنا، ولولا عودته لما عُدنا .

تعليقات

عدد التعليقات : 0