وأنت لست زائرًا عابرًا…
أنت سكنتني منذ أن جئت،
صرتَ في نبضي كما هواء الصدر،
لا يُرى… لكن بدونه ينطفئ كل شيء.
جئتَ مثل المطر الأول بعد صيف طويل،
لم تكن قطرةً تُطفئ عطش اللحظة،
بل نهراً تسلّل إلى روحي،
وسار في عروقي حتى صار دمي.
منذ أن جئت، لم تعد الأشياء كما كانت،
صار الليل ألين، والصبح أبهى،
حتى الصمت بيننا صار كلاماً لا ينتهي.
لستَ صورةً تزور الذاكرة وتغادر،
ولا خيالاً يطلّ ثم يختفي،
أنت الجملة التي تُكملني،
والظل الذي لا يفارقني في النور أو العتمة،
أنت الحضور الذي لا يعرف الغياب.