كنتُ أظن أنني تعلمتُ، أنني عبرتُ الجسر الممتد فوق هشاشة نفسي، ووصلتُ إلى الضفة الأخرى؛ حيث لا يكسرني شيء، ولا يستطيع أحدٌ أن يعبر حدودي دون إذني. لكن الحقيقة دائمًا ما تكون قاسية، تضعني أمام نفسي لأرى تلك الشقوق التي لم أرمّمها جيدًا. تتسلل المواقف، واحدة تلو الأخرى، لتعيدني إلى نقطة البداية مرةً ومرات عديدة.
شعور غريب يرافقني عندما أكتشف أن جروحي القديمة لم تُشفَ تمامًا، بل اختبأت تحت ضماداتٍ هشّة. المواقف الصغيرة، العادية في ظاهرها، تتحول إلى سكاكين حادة تُعيد فتح الجروح بنعومةٍ قاسية. أعود إلى تلك اللحظة التي كنتُ أظن أنني تركتها ورائي، تلك اللحظة التي تخلّى فيها أحدهم عني، أو استغلّني، أو جعلني أشعر بأنني لا أكفي.
ولكن، هل هي النقطة ذاتها؟ أم أن العودة تختلف في كل مرة؟ أليس من الممكن أن هذه العودة تحمل درسًا جديدًا، أو ربما تُعيد تشكيلِي من جديد؟
ربما الشفاء ليس في الوصول إلى لامبالاةٍ باردة، بل في تقبّل أنني سأتعلم دائمًا. أن تُسقطني الحياة فأنهض، ليس لأنني ضعيفة، بل لأنني إنسانة حيّة، ولأنك حيّ. فاللامبالاة ليست شفاءً، بل موت داخلي، فلا تبحث عنها، ولا تتأمل الوصول إليها.
لسماع الخاطرة اضغط على 👇
https://youtu.be/eHFPZJd0BvY
https://open.spotify.com/show/6Z2kFsIkN0APtbxptYeW5F?si=RtPG0btmTAmjg_FMW_hYkw
نعم، أحاول البحث عن القوة التي تختبئ في زوايا ضعفي، عن السلام في تقلبات حياتي، عن النور في عتمتي. فأنا وأنت نتعلم في كل مرة، حتى عندما نظن أننا لم نفعل. فتأكد أن كل سقوط يُعيد تشكيلك، وأن كل عودة ليست إلى نقطة البداية، بل إلى نسخة أخرى منك، أقوى وأوعى، حتى وإن كانت ترتجف.
وفي كل مرة، حتى حين تسقط، تذكّر أن لديك اختيارًا: إما أن تبقى في ألمك، أو أن تنهض وتُكمِل، لا لتصبح كاملًا، بل لتصبح حقيقيًا.