هذه "ليست" سُنة الحياة!

ذات
المؤلف ذات
تاريخ النشر
آخر تحديث

ستصل في حياتك إلى مرحلة تدرك فيها أنك عبثت مع الوقت كثيرًا، لم تكن تهتم باليوم أو بالتاريخ الذي تعيشه الآن. كلٌّ منا أضاع وقته بطريقته الخاصة وفقًا لأحداث حياته. هناك من أضاع سنوات في دراسة لا يحبها ولا يفهمها، فقط للحصول على شهادة تُضاف إلى ملفه. وهناك من أضاع سنوات في علاقة حب وهمية أو زواج هش على أمل أن يُصلح القدر الشريك يومًا ما. وهناك من أضاع سنوات في وظيفة، لمجرد أن راتبها بالكاد يكفي احتياجاته.

آخرون كانوا يحلمون بمهنة يسمونها "وظيفة الأحلام"، الشغف الذي يجلب لهم الاستقرار المعنوي والمادي أيضًا. لكنهم اكتفوا فقط بالحلم، أو ربما سعوا إليها في وقت ما، في مكان ما، دون جدوى! ليكتشفوا في النهاية أن الحلم هو أقصى ما يمكنهم تحقيقه.

قسوة الحياة تُجبرنا يوميًا على تحمل أمور لا نرغب فيها، ولا نعي لماذا أوقعتنا الحياة في ظروف لا تشبهنا. هذه القسوة دفعتنا إلى البقاء في علاقات تستهلكنا نفسيًا، فقط للحفاظ على صورة اجتماعية تبدو مكتملة. ولا أعلم، "مكتملة" من وجهة نظر من؟

تفكيرنا المحدود جعلنا نضيع السنوات في أمور أشبه بالعقاب المؤلم، أشبه بالسجن المؤبد، ولا نعلم لماذا لا ينتهي هذا الكابوس! لم يكن الله ولا الظروف هي التي أوقعتك في هذا السجن، بل معتقداتك هي من قيدك.

لقد صنعت لنفسك حياة تقليدية تُرضي توقعات المجتمع، وأصبحت تردد العبارات التي حفظتها عن السلف: "تلك هي الحياة، ولا يد لنا فيها!"، "هذا هو القدر، ماذا سأفعل؟!"، "هذه سنة الحياة ونحن مجبورون!".

عزيزي، هذه ليست حياتك. ولم يقدر الله لك أن تعيش في إطار أو قالب لا يشبه روحك. لم يكتب الله عليك أن تقف منحنيًا أمام كاميرا المجتمع لتُلتقط صورة وأنت منكسر، ظانًّا أنها قدرك.

لقد خلقك الله حرًا، لم يُحكّم فيك أحدًا، بل أنت من سمح لآخرين أن يسيطروا على حياتك تحت مسمى "هذه سنة الحياة!". أنت من سمح لسنوات من عمره أن تضيع في وهم علاقات سامة، وأصبح لديك اليقين بأنك راضٍ بقضاء الله وصابرٌ محتسبٌ.

دعني أخبرك سرًّا: لن تنجو من سجنك المؤبد لأنك أنت من أحكم إغلاق الباب. لن تشعر يومًا بالحرية، ولا بالسعادة التي تراها في أحلامك، لأنك اكتفيت بأن تعيشها في الأحلام. أنت من رأى الحياة بعيون أناسٍ آخرين، وتفننت في إلغاء نظرة عينيك وغضضت بصرك! أنت من سجنت نفسك، يا عزيزي، واستسهلت العيش في دور الضحية واكتفيت!

فاختر لنفسك طريقًا يناسب روحك، ولا تخف الهروب من قيودك. أنت تستحق الحرية. "الحرية" ليست هدية منتظرة، بل هي نتيجة متوقعة عندما تقرر أن روحك تستحق الحياة التي تشبهها.

تعليقات

عدد التعليقات : 2