فإن قررتَ المضي بعيدًا عني، فلن أتبع خطواتك ولن أستجدي عودتك، لأن الرجوع لا يليق إلا بمَن أدرك قيمته بنفسه، ولأن الحب إن لم يكن اختيارًا حرًّا فلن يكون حبًّا صادقًا. عندها، سأغلق الباب بهدوء، وأتركك تمضي لتواجه وحدك الدروس التي تأبى أن تتعلمها بجانبي.
إن اخترتَ الغياب بإرادتك، فاعلم أنّ في البُعد درسًا لا يُشبه أي درس، فيه ستتعرّف على معنى الفراغ، وستدرك كم كان حضوري في حياتك ضوءًا يبدّد عتمتك، وملاذًا يمنحك دفئًا لم تدركه إلا حين افتقدته. وستعلم يومًا أن بعض القرارات لا تُعلّمنا إلا حين نجني ثمارها المُرّة.
أما أنا، فلن ألتفت وراءك، لأنني أعلم أنّ دوري ليس أن أعيدك إليّ، بل أن أحفظ نفسي من الانكسار، وأمضي بخطوات ثابتة نحو حياة أستحقها. فإن عدتَ يومًا مدركًا، فستجدني قد تجاوزت اللحظة، وعلّمت نفسي أنّ البقاء لا يُمنح إلا لمَن اختار أن يظل.