اليوم هو عيد زواجي الأول. أكملتُ عامًا كاملًا مع من أحببته وأحبني بصدق. منذ شهرٍ مضى وأنا أستعد لهذا اليوم وكأنه يوم زفافي. مرَّ عام وما زلنا، أنا وحبيبي، هائمين في قصة حبنا.
لكن... ما هذا؟! أسمع صوت بكاءٍ ونواحٍ شديدٍ يأتي من الخارج، وكأن هناك متوفى. يا إلهي، هل هذا يوم مناسب لمثل هذه الحالة؟! تُرى، من مات؟!
حسنًا، سأقوم وأخرج لأعرف ما الذي يحدث.
ما هذا؟! أنا لا أتحرك... هه!
ها هو زوجي، حبيبي، في الغرفة. سأذهب وأسأله عمَّا يحدث في الخارج.
حبيبي... صوتي لا يخرج، إنه لا يسمعني. هل حدث مكروه لصوتي؟!
إنه لا يجيبني. ماذا بك يا حبيبي؟ إنك تبدو حزينًا. أفقدنا عزيزًا؟! لماذا أرى عينيك تدمع؟ وسكونك أصبح مخيفًا؟! سأصمت الآن، فأنا أعلم طباع زوجي جيدًا. عندما تنتابه حالة حزن، يصمت دائمًا. إنها حالة سيئة، فأنا كثيرًا ما أتعذب عندما أراه هكذا. لكنني اعتدت أن أراقبه دون أن يشعر. حسنًا، سأراقبه.
قررتُ أن أتابع تصرفاته خوفًا عليه. ها! لقد أغلق باب الغرفة، هذا أفضل بكثير، فقد اختفت الأصوات المرعبة. كلانا لا نطيق سماع كل هذا النواح.
أغلق حبيبي الباب، ثم توجه نحو منضدة صغيرة في غرفتنا. رأيته يتأمل صورتنا معًا، تلك التي التقطناها أثناء رحلتنا الأخيرة إلى البحر.
أرى حبيبي يبتسم!
مبتسمًا يا حبيبي؟! لقد كانت رحلة ممتعة حقًا. أتذكر كيف ضحكنا طوال الطريق ونحن نغني أغاني طفولتنا؟!
إنه ينظر إلى التاريخ المعلق على الحائط. بالتأكيد هو سعيد مثلي. فهذا عيدنا الأول، وهذه صورة زفافنا السعيد. لقد اخترنا مكانها معًا، وعلّقناها ونحن نتناقش عن أجمل زاوية يمكن أن تكون بها.
مممم... حقًا إنه يوم لا يُنسى أبدًا.
حسنًا... يبدو أنه هدأ. إنه يتقدم نحوي بابتسامته الجميلة، وكم أحبها وأهيم بها. لكنني ما زلت أتساءل عن سبب حالة الحزن التي تتملكه الآن!
نعم... اجلس بجواري واحتضن يدي بيدك، وباليد الأخرى مشِّط شعري. أعلم أنك تحب شعري حين يكون منسدلاً هكذا.
ما الذي أراه في عينيك يا حبيبي؟! إنني أرى وجهك مبتسمًا، ولكن الدموع تملأ عينيك الجميلتين.
لن أسألك ثانية. سأصمت حتى تحكي لي بنفسك.
حملني حبيبي... هاهاها! ما هذا الجنون؟!
إلى أين ستذهب بي؟! إلى حوض الاستحمام؟! ما هذا... إنه مليء بالماء الدافئ وصابون الاستحمام المنعش. أعددته بشكل جميل! إذن، لماذا كنت تدّعي أنك لا تعرف كيفية إعداده؟!
أرى حبيبي يحممني، والدموع تنهمر من عينيه بشدة لتتساقط داخل حوض الاستحمام. والعجيب أنه لا يجيبني ولا يحدثني مطلقًا، فقط ينظر إليّ ويبكي.
جففني حبيبي بالمنشفة وألبسني فستانًا رائعًا.
ما هذا؟! إنه جميل للغاية. مممم... تلك إذن هي المفاجأة التي طالما عذبتني لتخبرني عنها. الآن تُريني إياها بكل سهولة.
كعادتك يا حبيبي، تستمتع بتمشيط شعري الطويل وتضع المكياج على وجهي. يا للروعة، إنه مذهل، وألوانه متناسقة جدًا. سلمت يداك يا حبيبي.
مممم... والآن؟ أراك تحملني ثانية! إلى أين هذه المرة؟!
خرج حبيبي من غرفتنا، وهو يحملني. ما كل هذا الدلال؟!
طاولة الطعام؟! تبدو رائعة. وما هذه الشمعة؟! إنها جميلة.
حسنًا... سنبدأ بتقطيع "التورتة"...
وبدأ حبيبي يغني احتفالًا بعيد زواجنا الأول بصوت خافت وحزين.
لقد أفزعتني يا حبيبي. متى ستخبرني عمَّا بك؟!
كعادته، حبيبي لا يجيب. لكنه حقًا زوج رائع، أحبك حين تُطعمني بيدك.
ما هذا؟! إنني لا آكل. لماذا لا أحرّك فمي لأتذوق حلوى هذه الكعكة الرائعة؟!
حسنًا حبيبي، سأحاول ثانية. لا تقلق، ربما أصابني مكروه.
أتمنى أن أعرف لماذا تبكي يا حبيبي؟! هدّئ من روعك، سأكون بخير...
حملني حبيبي وهو يبكي، ودموع عينيه تتساقط على فستاني. وضعني في فراشي، وأنا ما زلت لا أعرف لماذا يبكي؟ ولماذا لا يحدثني؟ ولماذا لا يجيبني؟ أأغضبتك في شيء؟ أأخطأت بحقك دون وعي؟ أجبني بالله عليك... بحق الحب الذي بيننا، أجبني...
ما زال لا يجيبني، وكأنه لا يراني. غطاني بغطاء كبير. لماذا تفعل هذا؟! لقد قام بتغطيتي بالكامل، حتى وجهي كذلك، وكأنه يُغلفني. اكشف الغطاء عن وجهي، دعني أراك. لماذا لا أقاوم؟! إنني أختنق من هذا الغطاء، ولا أستطيع أن أدفعه عني.
وازداد بكاء حبيبي أكثر، وبدأت أصوات البكاء والنواح تأتي مرة أخرى، تعلو أكثر وأكثر، وأنا نائمة، مقيدة في فراشي، ومغطاة وكأنني مُكفنة. أبدو وكأنني ميتة!!!
حينها أدركتُ أنني حقًا ميتة، وهذا حبيبي يبكي لفراقي. فأنا أعلم كم يحبني. وأعلم كم هو رافض لموتي، ويتحدى الواقع ليُبقيني على قيد الحياة. وأعلم كم سيكون وحيدًا بعدي...
لكن لا تحزن يا حبيبي...
فأنا هنا، روحي ترفرف حولك. سأبقى بجوارك، أحميك في كل خطوة، وأهمس لك في صمت الليل: "إني أحبك!"