صالحتُك، لكنك لم تقبل،
مددتُ يدي إليك بالصلح، فأعرضتَ…
وكأن ما بيننا لم يكن،
كأن كل لحظة دفء، وكل وعد، وكل خفقة،
قد تلاشت من ذاكرتك، كما لو أنها لم تُخلق أصلًا.
لا تعلم كم من المرات كنتُ أبتلع كبريائي،
وأكتم عتابي،
وأطفئ نار الأسئلة التي تأكلني،
لأجل أن أراك بخير… فقط بخير.
لا أحب الخصام، ولا أجيد الغياب،
أنا تلك التي إن أحبّت، أحبّت بكلّها،
وتُصالح بكل صدق،
وتمنح فرصة بعد فرصة… حتى تبكي بصمت.
ولكنك كنتَ عنيدًا، صلب القلب،
ترى الصلح ضعفًا، والحنين عارًا،
ترى مشاعري كأنها شيء يُؤخذ دائمًا دون أن يُرَدّ.
فتركتُك لوقتك، لعنادك، لصمتك،
لا لأن قلبي كفّ عنك،
بل لأني أدركت أن القلوب لا تُجبَر بالقوة.
أنا هنا… ولكن في صمت.
لن أُعيد المحاولة، لن أُجادل،
سأنتظر فقط أن يهدأ قلبك،
أن تشتاق، أن تعود، إن أردت…
وفي قلبي سلام،
لأنني لم أُقصّر، ولم أُهمل، ولم أُخطئ،
بل أحببتك كما يليق… وصالحتك كما يجب.