نظرات عابرة أوضحت أكثر مما قد تفعل الكلمات، وابتسامة صغيرة كانت تكفي لتفضح ما نخفيه.
لم يكن أحدنا في حاجة إلى اعترافٍ صريح، فالعين قالت، والقلب سمع، والروح فهمت.
كان حبًّا يختبئ خلف الصمت، كأننا نخشى أن يفسده البوح.
نقترب بخطواتٍ خجولة، ونتراجع بخوفٍ أكبر.
نرسم في الخيال مئات المشاهد، ثم نكتفي في الواقع بسلامٍ عابر أو كلمة عادية تحمل في باطنها كل ما لا يُقال.
كنا نعلم…
أنا أعلم ما بداخلك، وأنت تعلم ما بداخلي.
لكن شيئًا ما كان يربط ألسنتنا، كأن الاعتراف قد يُسقط السحر الذي صنعه الصمت.
وظلت الحكاية قائمة في العيون، في المسافات القصيرة بيننا، وفي ارتباك اللحظة حين يلتقي النظر بالنظر.
كانت حكاية صامتة… لكنها حقيقية.
حتى جاء يوم انتهى فيه كل هذا السحر بضغطة زر واحدة… اسمها "البلوك".
حينها شعرت وكأن الهواء ضاق من حولي، كأن أنفاسي تُسحب مني بالقوة.
ضيق تنفّس اجتاح صدري، كأن تلك الضغطة لم تُغلق بابًا فقط، بل أغلقت رئتي على وجعٍ لا يُحتمل.
وهكذا… مات الحُبّ الذي لم يُقال، قبل أن يولد إلى النور.